الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

الداعية إلى الله


الداعية الى الله .. 



الداعية الى الله .. أي حشد من أمجاد الانسانية تلخصة هذه العبارة ..؟!

تأملت ذات مرة ..وأنا أعتلج يمينا ويسارا .. في متاهات هذه الحياة ..ورحت أغوص في معاني الداعية الى الله ..
فتناثرت هذه الكلمات من بنات أفكاري .. وها أنا ذي أشارككن أخواتي ..خواطري .. وهمسات قلبي ..
وها أنا أفتح مذكرتي ..لأنقل لكن ما كتبته في هذه الصفحة ذات يوم من الأيام القليلة الماضية ..لا أذكره ..
ليس نسيانا بل تناسيا ..
محوت منه كل التفاصيل المؤلمة .. وأبقيت منه فقط هذه الهمسات التي تمخضت من ورائه ..
فهل هناك من تغوص معي في هذه التأملات!!

الداعية الى الله .. أي حشد من أمجاد الانسانية تلخصة هذه العبارة ..؟!

الداعية الى الله ..عبارة ماسية ..متلألئة بمعاني التواصل الرباني القوي .. والفهم الحقيقي ..
لحقيقة التواجد البشري في هذا الكون
هي رمز من رموز العطاء الروحاني اللامتناهي ..واللامشروط ..
فهي تستمد استمراريتها وقوتها من تلك القوة الربانية الخارقة ..التي تشع به اشعاعاً  بين البشر ..
فلو كان هناك جهازاً يميز الداعية وهي تمشي بين الناس ..لرأيتها كقطعة مشعة نوراً .
.تفوح عطراً قرانياً ومحمدياً ..شذاه يصل الى ماوراء البحار ..والبال ..والانهار ..
تحف جنباتها الملائكة ..وتبشرها برضوان من الله .. في كل خالجة من خلجات صدقها مع الله ومع عباد الله ..
وأي إشعاع أقوى وأجدى .. من رضا الرحمن ..سبحانه جل وعلا ..

الداعية الى الله ..أي حشد من أمجاد الانسانية تلخصه هذه العبارة ..؟!

تنظر في قسمات وجهها ..تجدها مهللة متبشرة بشوشة ..
مشمرة بكل جوارحها ..ومقبلة نحو كل أشكال الخيرات والصالحات ..
ومدبرةً ..متسامية ..عن كل أنواع السيئات والموبقات ..
الداعية الى الله ..أي حشد من أمجاد الانسانية تلخصه هذه العبارة ..
قلبها ينبض حباً ..تأسر قلب وروح وعقل كل من تحاور ..
لأنها  تحاور بكل حضارة وتحضر .. وأساس هذه وتلك ..   الحـب .. الحب .. الحب
نعم وأكررها أربعاً .. الحب .. الخالص ..الطاهر .. النقي ..  نقي .. انه الحب في الله

ان لم تعرف الداعية الحب في الله ..  فلأي شئ  تدعو !!
ان لم تتذوق الداعية الحب في الله  ..  فلأي هدف تصبو !!

يكفينا يقينا  فيما أقره لنا حبيبنا المصطفى .. عن وعد الرحمن لمن أحب في الله ..
"إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي".رواه مسلم.
وفي ما رواه الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر
 من نور يغبطهم النبيون والشهداء يوم القيامة"
 فالحديث هذا أضاف إلى أن المتحابين في الله وإن كانوا في ظل الله يوم القيامة.. في ظل العرش يوم القيامة..
فإنهم أيضاً على منابر من نور يغبطهم عليها النبيون والشهداء.. والحديث صحيح كما ذكرت..
وهكذا تكون المحبة الصحيحة ظلاً ظليلاً في هجير الحياة يفيء إليها المؤمنات..وظلاً في موقف القيامة ..

الداعية الى الله ..أي حشد من أمجاد الانسانية تلخصه هذه العبارة ..؟!

الداعية كباقي البشر ..تستشعر كل أنواع الألم من فرط الجراح التي تطال قلبها النابض بتوحيد الحق ..
تجده طيلة مسيرة دعوتها ..لا تنطق ببنت شفة ..الى بني البشر ..لأنها تعلم يقينا ..لا ريبة فيه ..
أن الله انتقاها من بين البشر لتحمل هذا اللواء الرباني ..العظيم ..  وهو الواحد الأحد الجدير بالشكوى إليه ..
والتضرع والبكــــاء بين يديه ..وهو الواحد الأحد الذي يملك الدواء الناجع الفعال ..لينصره على من  ظلمه أو قهره
وأنّى للداعية الى الله أن تظلم ..أو تقهر ..والعناية الهية تحيط به من كل جانب
أه الداعية الى الله  ..أي حشد من أمجاد الانسانية تلخصه هذه العبارة ..
تمشي شامخاةً بنور الله .. بكبرياء المؤمنة الصادقة  ..تدوس فوق أشواك الفتن ..ماظهر منها وما بطن ..
وما أكثر الفتن ..!!  بكل أشكالها وألوانها وزخرفها ..التي تؤلم قلبها ..اشد الايلام ..
إلا نها لا ..  ولن تخضع لها ولن تركن .. مهما كانت المثيرات ..
بل تكمل مسيرتها ثابتة الخطى الى رضوان الله ورسوله
 الداعية الى الله لا تهزها الرياح .. ولا الزوابع التي تلوح في طريقها ..بل لا تحرك فيها ساكنا ..
وان إضطرت الى ان تطأطئ رأسها .. دون انحناء ..ان كانت الريح قوية عاتية ..فإنها بذلك تستجلب عوامل  الأمان والحفاظ على النفس
لتتجنب بذلك انكسار همتها ..وضياع طاقتها ..
لكنها لا تمكث طويلاااااا مطأطئة ..بل تستعيد توازنها ..وتكمل مسيرتها بطاقة أقوى من ذي قبل ..

اهٍ .. الداعية الى الله ..أي حشد من أمجاد الانسانية تلخصه هذه العبارة ..؟!

خلاصة رؤيتي ..
أن الداعية الى الله كالشجرة ..إذا أثمرت تواضعت أغصانها ..وإذا جفت .. شمخت أشواكها ..

ومهما  كتبت وكتبت وكتبت .. فلن أفِي تلك  العبارة ..حقها ..

وكل حشد من أمجاد الأنسانية .. في كل زمان ومكان ..لا يمكنه أن يلخص هذه العبارة  ..

ولا يسعني الا أن أختم خاطرتي هذه .. بهموم داعية .. راسخ في عقلي ..وفي روحي وعقلي منذ  نعومة اظافري..
كان نِعْم الداعية الى الله رغم تداعي بعض الناس عليه - حتى ممن يتبعـون طريق الدعوة والتقى –
سامحهم الله وغفر لهم جميعااااا..
ورحِم شيخي رحمة تسكنه الفردوس الأعلى ..من الجنان ..وجمعنا به هناك بإذن الله تعالى....

" قد احزن عندما ابذل جهدي ثم لا ارى الثمرة المرتقبة ومع مايخامرني من ضيق فان ضميري يكون
مستريحا وحسابي لنفسي لا يصحبه ندم او خزي وقد يجري على لساني قول القائل "صح مني العزم والدهر أبي "
 وحسبي ذلك تاساء وتعزية .. بهذا المنطق اريد ان يحاسب المسلمون أنفسهم انهم امة دعوة عالمية
والثقافة الاسلامية المعروضة تحتاج الى تنقية شاملة وان الدعاة العاملين في الميدان التقليدي يجب ان يغربلوا
 لنعدم السقط وننفي الغلط .... والله من وراء القصد"  
أنتهت كلمات الشيخ رحمة الله عليه .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على تعليقك مقدماً :)

حراك الجزائر

  تزاحمـت بخاطري ألـفُ حكايـةٍ وحكايـة ..   تروي تفاصيلَ حراكٍ شعبيٍّ جارفٍ .. منذ البداية ..   حراكُ سلـمٍ .. والسلـمُ بهـذي ا...