الخميس، 9 سبتمبر 2010

عبق الياسمين

عبق الياسمين

تتلألأ على مقلتي ..دمعتان ..الشوق يلف إحداها والفرح يشع بالأخرى..
تتهافت آهات الحنين متسارعة ...ترتسم بمشاعري ..بروحي..بكل كياني ..
تتجمع بداخلي صرخات حبي الأزلي .. الدفين بين ضلوعي ..
تتجاوز حدود المكان والزمان..
تجتاحني كل هذه المشاعر ..وغيرها كثير...كثير .. كثير
وأنا ألمح هذه الزهور الناصعة البياض ..متناثرة فوق سطح مكتبي ..
 إنها زهور الياسمين .. بعطرها القوي الفواح المنعش ..
ياترى من وضعها هنا ..!! وكيف وصلت إلى مكتبي!!
 لا ..لا يهمني .. كيف وصلت ..ولا من وضعها..
كل ما يهمني .. هو هذا العطر الذي يهز ملكات الكتابة لدي ..هزا..
فتنتفض مخيلتي من فيض الخواطر التي تجتاحني...
وهاهي ذي أصابعي تحتضن قلمي  ..وأتأهب لأكتب كلمة.. بل كلمتان ..
يا إلهي ما عساني أكتب ..وهذا العطر يلف المكان ..
يداعب ذاكرتي ويعود  بها.. إلى سنوات الطفولة الأولى..
تذكرت حين كنت أجري ..و ألعب ملء طاقتي وأرتع  
في حديقة بيتنا القديم .. أسابق الفراشات ..وأتسلق الشجر
تذكرت.. حين كنت أملأ كل جيوبي بأوراق ..وبراعم الياسمين ..الفتية
وألهو.. وألهو حتى يتملكني التعب ..
فأدخل بيتي..وأرتمي فوق سريري الخشبي الصغير
وأنام ..ورائحة الياسمين تملأ ملابسي ..بل كل غرفتي
وسرعان ما أفتح عيني بصعوبة..وأنا أستشعر قبلة معطرة بعبق الياسمين
ترتسم على جبهتي ... وأخرى على خدي الصغير..
و أتحسس تلك اللمسات الحانية ..والأحضان الناعمة ..
التي  ألفتها روحي ..وتعود صحبتها جسدي ..
آه ..كم تشعرني بالأمان ...... وآه ..وألف آه..كم تحتويني ..في غربة هذا ا الزمان ..
حنانيكِ  أمي..احضنيني ..حبيبة قلبي ..رفيقة دربي.. وملهمتي ..ضميني ..
الشوق إليك ..يقطع أوصالي ..فاعذريني .. ظروف الحياة أبعدتني ..
بحورا ..وأقطارا ..غربت خطانا.. فلا تحرميني ..من دعاءك ..أرجوك لا تنسيني
إليك ..وحدك روح الروح ..أهدي آهاتي وكلماتي ..المعطرة كما قبلتك ..بعبق الياسمين  .

                         
                                                                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على تعليقك مقدماً :)

حراك الجزائر

  تزاحمـت بخاطري ألـفُ حكايـةٍ وحكايـة ..   تروي تفاصيلَ حراكٍ شعبيٍّ جارفٍ .. منذ البداية ..   حراكُ سلـمٍ .. والسلـمُ بهـذي ا...