الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

وأنتصرت غزة !!

وانتصرت غزة !!
  
كم أستعجلت أشغالي اليوم لأتفرغ مساءا وأكتب شيئا .. شيئا لم أكن اعلم تفاصيله ولا موضوعه؟
 لا ادري كانت فقط رغبة قوية ملحة ..تدفعني دفعا للكتابة .. فكتبت ..
سبحان الله هذا اليوم يبدو شاحباً ..باردا جدا .. ومملاً منذ بدايته ..
اشعر ان مزاجي معكرا ..ومشاعري منتفضة ..وأفكاري مشوشة ..
كم استغرب هذا الاحساس الخفي الذي تسلل الى داخلي
 ..يحاول تجميد مكامن وملكات التعبير لدي !!
رغم ذلك أتممت كتابتي ..
أشعر وكأن قلبي ينتفض ويتحرك من مكانه..
خفقانه أصلا ليس عاديا اليوم.. فتحت – ككل البشر - هاتفي النقال لأكسر به بعض هذا الجمود
ببعض الاتصالات ..حينها ..انتبهت لتاريخ اليوم .. رغم انتباهي له منذ البارحة ..
كان ذلك بسبب تسيير بعض المشاوير والانجازات ..
أما انتباهي اليوم ..فكان مختلفا ..تماما ..
 استذكرت أياما حالكة كانت قد مرت علي .. وأنا اشهد هذه المجزرة اللعينة التي طالت ارض العزة غزة
كانت تلك الأيام ..أحلك ما مر علي على الإطلاق..
 فكيف بمن كانوا يستقبلون وابل من القنابل – في صباح مثل هذا اليوم – 
عزَلاً فوق رؤوسهم وأجسادهم ..
كيف بمن غطى  اللون الأحمر خضرة أرضهم ..  
كيف بمن دنَس دخان الطائرات زرقة سمائهم  ..
كيف بمن سكنوا الخيام والعراء ..بعد كانت بيوتهم مشرقة متلألئة بجمال عمرانهم
كيف بمن مسحت الدموع اشراقة وجوههم لفقدان أبِ أو أمِ أو إبنِ (ة) أو قريب (ة)
أو حبيب (ة)أو زوجِ (ة)  وكيف بمن فقدهم جميعاً   !!!!!
وتوقفت عن الكتابة فجأة .. هل تعلمون لماذا ؟
..
..
لأمسح أثار دموعي التي بللت صفحاتي هذه .. فقد امتزجت حرقتها مع سواد حبري
فارتسمت لي مناظر تشبه تلك التي أراها الان في صور الخراب والدمار التي ملأت أجواء غزة بعد سنتين
 من تلك الذكرى الاليمة ..ذكرى العدوان الغاشم ..
مَسَحْتُ تلك الاثار السوداء من على صفحاتي ..وكتبت مكانها عبارة واحدة باللون الأخضر المشع  :
وأنتصرت غزة .. رمز العزة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على تعليقك مقدماً :)

حراك الجزائر

  تزاحمـت بخاطري ألـفُ حكايـةٍ وحكايـة ..   تروي تفاصيلَ حراكٍ شعبيٍّ جارفٍ .. منذ البداية ..   حراكُ سلـمٍ .. والسلـمُ بهـذي ا...